تفسير الرؤى والاحلام لحرف (ج) جيم جزء (2) ثاني

تفسير الرؤى والاحلام لحرف (ج) جيم جزء (2) ثاني


(جلد)

هو سترة الإنسان وتركته من ماله في موته وحياته.

(ومن رأى) في المنام كأنه يسلخ جلده من بدنه كما تسلخ الشاة فإنه يدل على موته إن كان مريضاً وإن كان صحيحاً افتقر وافتضح والسمن في البدن والقوة قوة الدين والإيمان.

(فإن رأى) كأن جسده جسد حية فإنه يظهر ما يكتم العداوة.

(ومن رأى) كأن له إلية الكبش فإن له ولداً مرزوقاً يتعيش منه.

(ومن رأى) جسده من حديد أو من فخار فإنه يموت.

(فإن رأى) زيادة في جسده من غير مضرة فهو زيادة في النعمة عليه وجسد الإنسان في المنام دليل على ما يواريه ويتجسد به كاللباس والزوجة والمسكن والمحبوب والولد وعلى ما يحتمى به من الأذى كالسلطان والسيد وولي الأمر عليه فقوته وحسنه وسمنه دليل على حسن حال من دل عليه ممن ذكر وأما ضعفه وتغيير لونه ونتنه فإنه دليل على حال من دل عليه والجسم إذا كان في المنام سميناً بهياً دل على علو القدر والنصرة على الأعداء والجلد عبارة عن الوقاية للآدمي وغيره وهو للآدمي عبارة عن والده ووالدته سلطانه وماله وداره وثوبه وزوجته وأرضه وعافيته وسقمه وعبادته وإيمانه وشركه وربما دل الجلد للإنسان على عدوه وصديقه النمام فإنه يشهد على صاحبه يوم القيامة وربما دل الجلد على الصبر والتجلد في الأمور.

(فمن رأى) جلده قد حسن في المنام دل على الخير والراحة وعلى البرء من الأسقام وإن كان ميتاً ورؤي جلده حسناً دل على أنه في نعيم.

(وإن رآه) غليظاً أو أسود دل على أنه في العذاب وسواد البشرة في المنام سؤدد في ترك دين ومن أهدى إليه غلام أسود نوبي يهدى إليه حمل فحم.

(ومن رأى) نسوة زنجيات قد أشرفن عليه فإن الخير الذي يشرف عليه لرؤيتهن كثير شريف ولكنهن من جنس العدو وحمرة اللون في التأويل وجاهة وفرج وقيل إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزاً وصفرة اللون مرض ومن كان أسود ورأى في المنام أنه أبيض فإنه يصيبه ضعف وذل ومحنة وإذا رأى أن جسمه ووجهه قد احمر فإنه يكون طويل الهم بعد الفوز.

(ومن رأى) جسده من حديد أو من حجارة فإنه يموت وجلود سائر الحيوانات ميراث وقيل الجلود بيوت إن ملكها وإذا سلخ الملك جلود الناس فإنه يظلمهم ويأخذ منهم الأموال وسلخ جلد العالم تركه العلم ونسيانه ومن سلخ جلد شاعر فإنه يسرق منه شعره وربما كان السلخ نزع قميص حتى يدخل الحمام أو يسرق له شيء ملبوس وإذا رأت امرأة سوداء سلخ جلدها فذلك طلوع الشمس بعد ظلام الليل.

(جبهة)

هي في المنام جاه الرجل في الناس ونفاذ أمره.

(فإن رأى) بها عيباً من كسر أو غيره فإنه نقصان في هيبته وجاهه ونفاذ أمره.

(فإن رأى) فيها زيادة مثل جوزة أو أقل أو أكثر فإنه يولد له ابن يسود أهل بيته.

(ومن رأى) كأن جبهته من حديد أو نحاس أو حجر فإن ذلك محمود للشرطة والسوقة ومن كان تدبير معاشه مع وقاحة.

(وأما) الباقون فإن هذه الرؤيا تبغضهم إلى الناس.

(ومن رأى) جبهة غيره أضيق مما كانت ساءت أخلاق ذلك الغير بعد حسنها.

(وإن رآها) أوسع مما كانت صار أحمق بعد العقل وجاهلاً بعد العلم وربما دلت الجبهة على البخل والكرم.

(فمن رأى) جبهته اسودت أو أن فيها مكاوي وربما دل ذلك على البخل ومع حق اللّه تعالى وحسنها ونورها دليل على الاتفاق والمواساة وربما دلت الجبهة على ما يسجد الإنسان عليه من سجادة أو منديل أو غير ذلك فكبرها في المنام أو أنها صارت من حديد أو حجر دليل على الاجتهاد في الصلاة أو الوقاحة.

(ومن رأى) في جبهته جراحة أو قرحة فإنه مفرط في صلاته أو ممن لا يتمم سجوده فيها أو يواجهه بكلام قبيح.

(جفن)

إذا كان في المنام بريئاً من الآلام فإن ذلك محمود لجميع الناس وخصوصاً للنساء وإن كانت الجفون قليلة اللحم وكان فيها قروح فإنه يدل على غم وحزن والجفون دالة على ما يتوقى به الإنسان من سلاح وعلى كل ما يحجب عن الإنسان الأذى كالأستاذ وربما دلت الأجفان على الأخوة والأخوات والأزواج والأولاد ومصراعي الباب والصندوق والخزانة والحجاب والحراس والغلمان وعلى كاتمي الأسرار وأرباب الودائع وعلى المرض والغضب.

(فإن رأى) جفن إنسان من ذوي الأقدار يلعب في وجهه دل على غضبه عليه والإطلاع على أمر يوجب التغاضي فإن دلت الأجفان على الأزواج كان الأعلى ذكراً والأسفل أنثى وما يتولد بينهما من رماص وغيره دليل على الولد والدموع شبيهة بالنقط وما فيها من الشعر دليل على حالهما الدافع للأذى فحسنهما ونقاؤهما من العمش دليل على حسن حال من دلت الأجفان عليه وربما دل ضعفها على نقص الحرمة وعدم العلم وشبهت الأجفان بالسحب والدموع بالأمطار وتدل الجفون المراض على العشق للرائي والهيام وإذا دلت العين على المال كانت الأجفان زكاته وحصنه.

(جناح)

هو في المنام ابن.

(فمن رأى) أن له جناحين ولد له ابنان والجناح ريش والريش مال في التأويل وربما كان الريش شراباً لأنه قلبه وربما دل الريش على الجاه لأنه يقال فلان طار بجناح غيره وربما دل الريش على النبت من الزرع.

(ومن رأى) أن له جناحاً يطير به فإنه سفر في سلطان بقدر ما استقل من الأرض وإن لم يطر به فإنه خير يصيبه والجناحان مال وولدان فمن كسر جناحه مرض ولده ومن قلع جناحه مات ولده والجناح مال وسفر وربما كان الجناح جرحاً يصيب من صار له فإن كان الجناح يثقله ولا يقدر أن يطير به فذلك إثم وعقوبة.

(جلاجل)

هي في المنام خصومة وكلام وجدال يشتهر فيها من أصابها.

(جونة)

هي في المنام رجل أو امرأة يحفظ أسرار الناس ويحفظ ودائعهم ويعمهم بخير والجونة خادم يخزن الأموال.

(جراب)

هو في المنام حافظ السر وقيل الجراب خازن الأموال وحافظ الأشياء والجراب تدل رؤيته على السفر والولد يحمله الإنسان على كتفه.

(جوالق)

هو في المنام حافظ السر فإن ظهر منه شيء فإنه ينكشف ذلك السر ويكون خائناً والجوالق تدل رؤيته على السفر وحفظ الأسرار والزوجة أو السرية.

(جرس)

هو في المنام رجل مؤذن من قبل السلطان والجرس صاحب خير إذا كان في أعناق البهائم وربما دل على السفر وجرس النصارى يدل على العالم الذي يهتدى به في المهمات أو الخصومات وربما دل على الرزق والحرب والصلاة وأجراس النصارى أرباب أخبار أو أرباب مشورة ورأى وربما دلت الأجراس على أرباب النداء للصلاة أو التأهب لملاقاة الأعداء وربما دل سماع الأجراس في المنام على قدوم القوافل بالخيرات أو نقلها من جهة إلى جهة وربما دلت الأجراس على الكتب المنسوخة أو سنن الأوائل.

(جاثليق)

من رأى في المنام أنه صار جاثليقاً فإنه يدل على موته أو إغراقه أو إشرافه على الهلاك أو زوال نعمته.

(جلاد)

هو في المنام رجل شاب كثير الشتم للغير والجلاد تدل رؤيته على الهموم والأنكاد والأمراض وما يوجب المغرم والحدود.

جرح (جراحة)

من رأى في المنام أنه قد جرح في بدنه فإن ذلك مال يصير إليه من بدنه فإن جرح في يده اليمنى فإنه مال يستفيده من قرابة له أو في اليسرى فمن قرابة له من النساء فإن جرح في رجله اليسرى فماله من الحرث والزرع في عقبة فهو مال يصير إليه من ولده فإن كان به جرح وسال منه دم فإن عليه ديناً وينفق نفقة فيها وكل جرح سائل نفقته.

(ومن رأى) أن بجسده أو جوفه جراحة طرية يخرج منها الدم فإنها مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه يصيب على ذلك أجراً فإن أصابته في رأسه وكان له مال فليحتفظ به وإن رأى أنه جرح ولم يسل منه دم فإنه قد أشرف عليه فضل يصير إليه ومن جرح وسال منه دم فإنه يصير إليه مال يتبين أثره عليه فإن رأى إمام أو سلطان كأنه جرح في رأسه وبضعت جلدته والعظم فإنه يعيش عيشتين ويرى موت قرنائه وإن هشم العظم فإنه يهزم له جيش وتضعف رياسته فإن جرح في يده اليسرى صار عسكره ضعيفين فإن جرح في يده اليمنى فإنه يصير ما في يده أو مملكته ضعيفين فإن جرح في بطنه صار مال خزانته ضعيفين فإن جرح في فخذه فإنه تضاعف عشيرته فإن جرح في ساقيه تضاعف عمره فإن جرح في قدميه تضاعف ثباته في مملكته فإن جرحه رجل وقطع أعضاءه وفرقها فإن الضارب يتسلط على المضروب بلسانه بحق فإن جرحه وخرج من المجروح دم فإن الضارب يأثم ويؤجر المضروب عليه فإن تلطخ الضارب بدمه فإنه ينال إثماً ومالاً حراماً بقدر ما تلطخ به من الدم.

(ومن رأى) أنه جرح كافراً أو خرج منه الدم فإنه يتسلط على عدو له ظاهر العداوة ويقول فيه الحق وينال منه مالاً بقدر الدم لأن دم الكافر للمؤمن حلال.

(وإن رأى) إنساناً جرحه ولم يخرج منه دم فإنه يقول في المجروح قولاً حقاً لا يكون له جواب.

(فإن رأى) أنه جرح وخرج منه الدم فإنه يغتابه بما يصدق به ويخرج من الضارب إثم ويخرج المضروب من إثم بقدر خروج الدم.

(ومن رأى) أنه جرح بسكين أو بشيء من حديد فإنه يظهر فساده ولا خير فيه.

(ومن رأى) كأن في بعض أعضاء جسده جراحة فإن التعبير فيه للعضو الذي تكون فيه الجراحة فإذا كانت في الصدر أو في الفؤاد فإنها في الشباب من الرجال والنساء تدل على عشق في المشايخ والعجائز تدل على حزن وإن كانت في الإبهام من اليد اليمنى فإنها تدل على دين يركبه وصك يكتب عليه وحزن.

(ومن رأى) أن ملكاً من الملائكة قد جرحه بسيفه ببطنه وكأنه قد مات يخرج في بطنه جراح وقرحة ويبرأ منها.

(ومن رأى) أنه جرح في عنقه أصاب مالاً من جهة عقبه وولده والجراحة في إبهام يده اليمنى دليل على ركوب الدين إياه.

(جبريل عليه السلام)

من رآه في المنام مستبشراً به يكلمه بكلام بر وموعظة أو وصية أو بشرى فإنه ينال شرفا وعزا وقوة وظفراً وبشارة وإن كان مظلوماً نصر أو مريضاً شفي أو خائفاً أمن أو في هم فرج عنه أو لم يحج حج وهو دليل على الشهادة يرزقها وإن عاش طويلاً فإن أخذ منه شيئاً كالطعام من أهل الجنة.

(فإن رآه) الكافر تناله شدة وخوف وعقوبة.

(وإن رأى) كأنه يعادل جبريل وميكائيل عليهما السلام فإنه موافق لرأي اليهود في الجبر ويباشر أمراً فيه الخلاف على اللّه تعالى والنقمة عليه.

(ومن رأى ) أن جبريل عليه السلام يسلم عليه يصيره عالماً رفيعاً يسمو ذكره ويعز بين نظرائه ورؤية جبريل عليه السلام تدل على رسول الملك وعلى الأسرار وعلى البشارة بحمل الأولاد الذكور وتدل رؤيته على التعبد أو العلم وعلى تعليم الأسرار لأربابها وتدل رؤيته على سريان الروح فيمن يشرف على التلف والموت وربما دلت رؤيته على التنقل والحرمات والجهاد والنصر على الأعداء وتدل رؤيته على الإطلاع على العلوم الشرعية والنجومية وغيرها.

(ومن رأى) جبريل عليه السلام حزيناً مهموماً أصابته شدة وعقوبة.

(ومن رأى) أنه صار في صورة جبريل عليه السلام فإنه يكون سخياً كثير الخير والبركة.

(جنة)

من رأى الجنة في المنام ولم يدخلها فإن رؤياه بشارة له بخير عمله وهي رؤيا منصف غير ظالم.

(وقيل من رأى) الجنة عياناً نال ما اشتهى وكشف عنه همه.

(فإن رأى) كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصراً عن الحج والجهاد بعد الهم بهما أو يمنع عن التوبة من ذنب وهو عليه مصر فيريد أن يتوب منه.

(فإن رأى) كأن باباً من أبواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبويه.

(فإن رأى) أن بابين أغلقا عنه مات أبواه.

(فإن رأى) كأن جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له فإن أبويه ساخطان عليه.

(فإن رأى) كأنه دخلها من أي باب شاء فإن أبويه عنه راضيان.

(فإن رأى) كأنه دخلها نال سروراً وأمناً في الدارين.

(فإن رأى) كأنه أدخل الجنة فقد قرب أجله وموته وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة إن كان يعرفه.

(وقيل من رأى) دخول الجنة نال مراده بعد احتمال مشقة لأن الجنة محفوفة بالمكاره وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض اللّه تعالى.

(فإن رأى) كأنه أدخل الجنة فلم يدخلها دلت رؤياه على ترك الدين.

(فإن رأى) كأنه قيل له إنك تدخل الجنة فإنه ينال ميراثاً.

(فإن رأى) كأنه في الفردوس نال هداية وعلماً.

(فإن رأى) كأنه دخل الجنة مبتسماً فإنه يذكر اللّه تعالى كثيراً.

(فإن رأى) كأنه سل سيفاً ودخل الجنة فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً.

(فإن رأى) كأنه جالس تحت شجرة طوبى في الجنة فإنه ينال خير الدارين.

(فإن رأى) كأنه في رياض الجنة رزق الإخلاص وكمال الدين.

(فإن رأى) كأنه يأكل من ثمرها رزق علماً بقدر ما يأكل.

(وكذلك إن رأى) كأنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة وعلماً وغنى.

(فإن رأى) كأنه متكئ على فراشها دل على عفة امرأته وصلاحها فإن كان لا يدري متى يدخلها نال عزاً ونعمة في الدنيا ما عاش.

(فإن رأى) كأنه منع من ثمار الجنة دل على فساد دينه.

(فإن رأى) كأنه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره فإنه يفيد غيره علماً يعمل به وينتفع ولا يستعمله وهو لا ينتفع به.

(فإن رأى) كأنه طرح الجنة في النار فإنه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه.

(فإن رأى) كأنه يشرب من ماء الكوثر نال رياسة وظفراً على العدو.

(ومن رأى) كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بامرأة جميلة.

(فإن رأى) كأنه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطوفون حوله نال مملكة ونعمة.

(وإن رأى) رضوان خازن الجنة نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً وسلم من البلاء.

(وإن رأى) الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة فإنه يصبر على أمر يصل به إلى الجنة ويختم له بخير.

(ومن رأى) أنه دخل في الجنة فإنه يرزق دخولها بعز وسرور وعباده تناله.

(ومن رأى) أنه أكل طلح الجنة وجلس في ظلها نال مناه فإن شرب من لبنها أو خمرها أو مياهها نال حكمة وعلماً ونعمة ومن شرب من نهر الكوثر نال علماً وعملاً ويقيناً حسناً وإتباعاً لسنة النبي صلى اللّه عليه وسلم وإن كان كافراً أسلم أو عاصياً تاب أو انتقل من بدعة إلى سنة أو من زوجة فاجرة إلى زوجة صالحة أو من كسب حرام إلى كسب حلال ودخول الجنة في المنام دليل على حسن المعاملة مع اللّه تعالى وحسن الجزاء وربما دل على الوراثة وربما دل دخولها على الفوز من الشدائد ومن دخل الجنة من المرضى سلم من مرضه وربما دل دخول الجنة على المال الحلال وعلى البر للأهل وعلى تقوى اللّه تعالى وربما دل دخول الجنة على ملك الجنان والأنساب الطائلة والبركة والرزق من سببها وربما دل دخولها على ذهاب الحزن فإن دخلها الناس كافة دل على الرخاء والأمر والعدل من الملك وحلول البركات في الثمار والزرع وربما استشهد الداخل فإن دخلها وكان معه سيفه أو لأمه حربة مات شهيداً وإن دخلها وكان معه كتابه كان ذلك بعلمه وعمله وإن دخلها وكان معه مال أو ماشية ربما دخلها بواسطة أداء الزكاة وإن دخلها وكان معه زوجته على معاشرتها في الدنيا بالمعروف وإن دخلها ذاكراً أو مسبحاً فربما نالها بتهجده وتسبيحه وتقديسه فإن دخل من باب الريان ربما نالها بصيامه ورؤية الجنة في المنام تدل على الجامع ومجلس الذكر وسوق الربح وتدل على الحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى العلم والعمل الصالح وربما كانت الجنة جنة يتوفى بها من العدو أو جنة تلبسه على قدر شواهد الرؤيا فإن شرب من أنهار الجنة وأكل من ثمارها أو استظل بأشجارها أو رأى شيئاً من حورها وولدانها نال علماً ورزقاً وملكاً وذرية وعمراً طويلاً وربما مات شهيداً واعتبر ما شرب من أنهارها فنهر الماء دليل على الرزق ونهر اللبن دليل على الفطرة ونهر الخمر دليل على السكر من حب اللّه تعالى والبغض لمحارمه ونهر العسل دليل على العلم والقرآن والأكل من ثمار الجنة نتائج الأعمال الصالحة والأزواج والأولاد وشجرة طوبى دالة لمن استظل بظلها واستند إليها على حسن المآب وربما دلت على الانقطاع والتبتل للعبادة والنفع من الأصحاب وأرباب الجاه وسدرة المنتهى دالة على بلوغ المقصد من كل ما هو موعود به وربما دلت أشجار الجنة على العلماء العاملين والأئمة المرشدين والحور والولدان من صاحبهن أو تبنى شيئاً منهن فإنه يفقد كثيراً من الأولاد والنساء يعوض عنهن في الجنة ما هو خير منهن ورؤية الحور والولدان للخواص وقوف في اليقظة مع العلائق ورؤيتها للعاملين عليها دالة على أعمالهم أو على ما يعد نعيماً في الدنيا كالمساكين ورغد العيش وأنواع اللذات ودخول قصورها يدل على نيل المناصب العالية وعلى لبس الثياب الفاخرة وتزويج الحرائر وعلى الغنى وحسن العاقبة ورؤية رضوان عليه السلام خازن الجنة تدل على خازن الملك ورسوله بالخير ونجاز الوعد وقضاء الحوائج وإجابة الدعاء.

(من رأى) أنه دخل الجنة ولم يأكل من ثمارها ولا شرب من أنهارها فإنه لا ينتفع بما ناله من العلم.

(ومن رأى) أنه طرد من الجنة فإنه يفتقر لقصة آدم عليه السلام.

(ومن رأى) أنه يطوف في الجنة دل على سعة رزقه وعلو شأنه والأمن من الخوف ومن كان خائفاً ورأى أنه دخل الجنة أمن وإن كان مهموماً فرج عنه همه وإن كان أعزب تزوج.

(جهنم)

من رأى في المنام أنه دخل جهنم فإنه يرتكب الكبائر فإن خرج منها من غير مكروه وقع في هموم الدنيا.

(ومن رأى) النار قد قربت فإنه يقع في شدة ومحنة سلطان لا ينجو منها وأصابته غرامة وخسران فاحش وهو نذير له ليتوب ويرجع عما هو فيه فإن دخلها فإنه يأتي الذنوب الكبائر والفواحش التي أوجب اللّه تعالى عليه بها الحد وينسى ربه فإن دخلها وسل سيفاً فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر.

(وإن رأى) أنه دخلها مبتسماً فإنه يفسق ويعصي اللّه تعالى ويفرح في نعيم الدنيا.

(فإن رأى) أنه أدخل النار فإنه يغويه الذي أدخله ويحرضه على ارتكاب ذنب عظيم مثل قتل أو زنا.

(فإن رأى) أنه لم يزل محبوساً في جهنم لا يدري متى دخل فإنه لا يزال في الدنيا فقيراً محزوناً ولا يصلي ولا يصوم ولا يذكر اللّه تعالى.

(وإن رأى) أنه يجوز على الجمر فإنه يتعمد تخطي رقاق الناس.

(وإن رأى) أنه طعم من زقوم جهنم وحميمها وصديدها أو أصابه من حرها فإنه يكسب الإثم ويسفك الدم وتشتد عليه أموره.

(ومن رأى) أنه أسود الوجه أزرق العينين في جهنم فإنه يصاحب عدو اللّه تعالى ويرضى مكروه جنايته فيذل ويسود وجهه عند الناس ويعاقبه اللّه تعالى في الآخرة بظلمه.

(ومن رأى) جهنم في منامه عياناً فليحذر من سلطان أو من غضب الرحمن.

(ومن رأى) كأنه دخل جهنم فإنه يفتضح من كل ذنب لم يتب منه.

(فإن رأى) كأنه خرج من جهنم فإنه يتوب من المعاصي فإن شرب من شرابها أو طعم من طعامها لم يزل يرتكب المعاصي أو يطلب علماً يصير ذلك العلم عليه وبالاً وجهنم في المنام دالة على زوال المنصب في الدنيا لمن دخلها وربما دلت على الفقر بعد الغنى والوحشة بعد الأنس والوقوع في الشدائد والسجن الدائم والخزي في الدنيا فإن دلت على الزوجة كانت زوجة نكدة وإن دلت على المعيشة كان كسبها حراماً وإن دلت على المسكن كان مجاوراً لأهل الفسق والغفلة وإن دلت على المرض كانت عاقبته الموت مع سوء الخاتمة وإن دلت على الخدمة كانت مع ذي سلطان جائر وإن دلت على العلم كان بدعة وإن دلت على العمل كان عملاً غير مقبول وإن دلت على الولد كان ولداً من الزنا وربما دل دخول النار على ذي السؤال بعد الغنى وتدل على دار البدعة والفساق وعلى الكنيسة والبيع وبيوت النار والحمام والمدبغة والمسلخ والفرن وما يوقد فيه النار لمصلحة ويدل دخولها على الظفر بالشهوات وإن دخل لظى كان ممن جمع فأوعى وكذلك الحطمة وربما كانت الحطمة لذي الهمز واللمز والجمع وجهنم للكفار والمنافقين وسقر تدل على ترك الصدق والخوض فيما لا يعني والشح وعلى التكذيب بيوم الدين والسعير للشياطين ولمن تخلق بأخلاقهم والهاوية دالة على البخس في الكيل والميزان أو لمن خفت موازينه ولم يثقلها بالعمل الصالح والجحيم لمن طغى وآثر الحياة الدنيا والدرك الأسفل لأرباب النفاق فإن أكل من زقومها أو شرب من غسلينها أو لدغته عقاربها أو نهشته حياتها أو تبدل جلده بجلود أهلها أو سحب على وجهه أو تردى من صعود على رأسه أو ضرب بمقامعها أو نهرته زبانيتها فذلك كله وما أشبه دليل على البدع في الدين ومشاركة الظلمة والتمسك بسنن الكافرين والتخلق بأخلاق المشركين والمستهزئين ومخالفة النبيين وهجران المتقين والردة على الدين والبخل بمال اللّه عن المستحقين والمعصية لرب العالمين أو إنكار ربوبيته وقدرته وتشبيهه بخلقه سبحانه وتعالى ورؤية مالك خازن النار دالة لمن انتقل في صفته أو أطعمه شيئاً حسناً على المحبة للّه تعالى ولرسوله وللمؤمنين والعزة والسلطان وعلى البعد من النفاق والإقلاع من الذنوب والهوى بعد الضلالة وعلى الغيرة في الدين.

(فإن رأى) الخازن عليه السلام مقبلاً عليه دل على سلامته وأمنه من ناره.

(وإن رآه) معرضاً عنه أو متغيراً عليه بوجهه أو هيئته دل على وقوعه فيما يوجب ناره وخزنة جهنم هم الأمناء والحفظة والجنود والأعوان وأصحاب الشرطة والأهل والأقارب لمن دل مالك عليه.

(ومن رأى) أن مالكاً أخذ بناصيته وألقاه في النار فإن رؤياه توجب له ذلاً.

(وإن رأى) أنه دخل النار وخرج منها فإنه يدخل الجنة إن شاء اللّه تعالى أو يصيب معصية ويتوب منها.

(وإن رأى) جوارحه تكلمه فإنه دليل على الزجر عن المعاصي والتيقظ لأمر الآخرة.

نهاية الجزء ( 2 ) من تفسير الاحلام لحرف ( ج )

تكملة التفسير لحرف  ج  =  صفحة1  صفحة2   صفحة3   صفحة4

العودة الى صفحة تفسير الاحلام الرئيسية واختيار حروف أخرى اضغط هنا
يرجى التنبيه بأن تلك التفاسير منقولة من كتاب تفسير ابن سيرين للاحلام - رحم الله الشيخ ابن سيرين وجزاه الله خيرا عن هذا العلم الذي ينتفع به كل مسلم. وتلك صدقة جارية وخير الأعمال تنسب لصاحبها ولله الحمد وحده.
تفسير الاحلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح مبسط وتحذير لسحر تحقير الانسان بين الناس عافاكم الله

رؤية الحيوانات والطير والزواحف والحشرات 3